قافية الغياب
سافر الذين أحبهم وعلقت أمانيهم على جدران الأمل , علهم يعاودون النشيد, ذهب الذين أحبهم في طيات ذلك البحر العنيد , وقالت العيون :
- سوف نلتقي من جديد .
لكن الموج أحال الوعد إلى وعيد , وغارت الحصى وقصور الرمال في يدي صبية حسناء .. يضيء في عينيها رقة الزمان البعيد , فهل أورقت خصال الأمل كي تحكي عن جنون ما يرهبون ؟؟!!
ذهب الذين أحبهم في شرفات النشيد , أبعدت ثمار الوعد والوعيد , وألقيت صفحاً على بحر شكل ضلالات الأمل .
- فيا بحر لو تدري بالقلوب الواجفة .. يا بحر للقيت الموت بالأغاني والنشيد , كيف خطفت أثمار قلوبهم ؟ وصيرتني دون الجنون .. نهرا للجنون , فأصفح يا بحر أصفح , فربما جاء الغد بالوعد الجديد , ضياء أمل وصرخة للوليد , هاك يا بحر حروفي وأقبل علي , أريد أحباراً بطعم الخلاص , كي أكون أنا في قلعة الضياء هناك , عمري هناك يا بحر عندهم , فمتى ألقى قلوب من أحبهم , أثمارهم هنا في القلب , تحكي عن أشواقهم وحنين الكلام , ونشيداً لخمس بتلات صغيرة , أعياها حياء الابتعاد , فهل يا بحر أخبرتني .. كيف ضممت قبالة ضفافك ضفيرة سمراء .. أرقها الحنين والسؤال , وضممت جباه أشم قد أعيها الفعل والكلام , أيا بحر قلي .. أيا بحر أخبرني ؟؟!!
في الحقل .. في بستان النخل .. في عيني صبية حسناء أرقها الكلام , فضمت في عينيها أنشودتين من براح الكلام ..
سافر الذين أحبهم وعبروا وحي الحروف , فقلت :
- يا قلب صبراً , هاك ألاف العيون , آلاف الأزهار هناك .
لكن القلب ما جاد إلا بصباح السؤال .. أعنهم يسألون !!
ذهب الذين أحبهم .. فضممت في روحي خصالات الحروف , وتركت لليل أن يحكي أشواقهم , طفلا لم يزل وديعا بالكاد يتهجى الكلام , قالت جوارحه ما قاله العائدون من هناك , أفي ثمار الروح .. لغة أجل من لغة العيون ؟! ذهب الذي أحبهم .. خمس بتلات صغيرة .. ومرج أخضر في القلب كان هناك , ذهب الذين أحبهم , فيا شوق هل أعياك الكلام ؟؟ ضم في روحك وحي النشيد إذن , فهم عائدون من خلف الصباحات .. يحيون نشيداً من بعد نشيد , فضم يا قلب أحلامهم , لأنها من بقايا الجنان , وأتركني قليلاً كي أولد أو أكون ..
ذهب الذين أحبهم , فأتركني يا بحر دون كل الضفاف , في قلعة الرمال هناك .. أميرة تنتظر أن تولد من رحم الحقيقة , وخمس من بتلات صغيرة , واجفة الجفون تنتظر أن تكون , حذني يا بحر كي أراهم , فرب حنين ترك الروح دون كل براري الكلام ..
ذهب الذين أحبهم .. لكن أشواقهم هنا .. تناديني في الغياب .. قرب الباب الصغير .. قرب نافذة يطل منها دوري مزادن بالخلاص .. قرب قافية الحنين هناك .
في الخلاص أنامل تحيك رايات النصر البعيد , فانتظرني يا بحر كي أولد أو أكون , قرب قلعة الرمال كتبت ذاكرتي هناك , ذهب الذين أحبهم , لكنهم لازالوا في حنايا القلب أحلى نشيد , فأتركني يا بحر أتهجى آخر الحروف , علني بعيد فجر أولد أو أكون .
حنظلة من بلد المليار شهيد وشهيد